العددان ١٨-١٩ خريف ٢٠١٧ / شتاء ٢٠١٨

«أطروحات نيسان»

إلى المرحلة الثانية من الثورة!

النسخة الورقية

١

في موقفنا من الحرب: في ظل حكومة لفوف وشركاه المؤقّتة الجديدة، من المؤكّد أنّ الحرب لا تزال، من الجانب الروسيّ، حرب الكواسر الإمبرياليّة نظراً إلى الطبيعة الرأسماليّة لتلك الحكومة، فلا يجوز تقديم أدنى تنازلٍ لنزعة «الدفاعيّة الثوريّة».

يمكن للبروليتاريا الواعية أن توافق على حربٍ ثوريّة، التي قد تبرِّر الدفاعيّةَ الثوريّة فقط بشرط: (أ) أن تنتقل السلطة إلى البروليتاريا وإلى الشرائح الأفقر من الفلّاحين المتحالفين معها، (ب) أن يجري التخلّي عن كلّ أعمال ضمّ الأراضي بالفعل لا بالقول، (ج) أن تحصل قطيعة عمليّة كاملة مع كافّة المصالح الرأسماليّة.

نظراً للصّدق الأكيد لتلك الشرائح الواسعة من الجماهير المؤمنة بالدفاعيّة الثوريّة الذين يرَون إلى الحرب على أنّها ضرورة، وليستْ وسيلة غزو، ونظراً لحقيقة أنّهم يتعرّضون للتّضليل من قبَل البرجوازيّة، من الضروريّ أن نفسّر لهم خطأهم، بحزمٍ وإصرارٍ وصبر، وأن نشرح الصلة التي لا تنقطّع بين رأس المال والحرب الإمبرياليّة، وأن نثبت أنّه من دون الإطاحة برأس المال، يستحيل إنهاءُ الحرب عن طريق سلم ديمقراطيّ حقّاً، سِلمٍ لا يُفرَض بواسطة العنف.

يجب أن ننظّم أوسع حملة للدّفاع عن هذا الرّأي في صفوف الجيش على الجبهات. التآخي بين جنود معسكرَي الحرب عبر الخنادق.

٢

الصفة المميِّزة للوضع الرّاهن في روسيا هي أنّ البلد في طورٍ انتقاليٍّ من المرحلة الأولى من الثورة - التي وضعت السلطة بيد البرجوازيّة بسبب عدم كفاية وعي البروليتاريا وضعف تنظيمها - إلى المرحلة الثانية، التي يجب أن تضع السلطة بيَد البروليتاريا والشرائح الأفقر من الفلّاحين.

يتميّز هذا الانتقال، من جهة، بالحدّ الأقصى من الحقوق المعترَف بها قانونيّاً (وروسيا الآن هي البلد الذي يتمتّع بأوسع قدْر من الحرّيّة بين البلدان المتحاربة في العالم)، وبغياب العنف تجاه الجماهير، وأخيراً بالثقة الطائشة الممنوحة لحكومة الرأسماليّين، أسوأ أعداء السلم والاشتراكيّة.

إنّ هذا الوضع المميّز يتطلّب منّا امتلاك القدرة على أن نتكيّف مع الظروف الخاصّة للعمل الحزبيّ في الأوساط البروليتاريّة غير المسبوقة من حيث اتّساعُها والتي استيقظت للتّوّ، إلى الحياة السياسيّة.

٣

لا تأييدَ للحكومة المؤقّتة!

يجب توضيح الخطل الكامل في كلّ وعودها، خصوصاّ تلك المتعلّقة بالتخلّي عن ضمّ الأراضي. الفضح بديلّا من «الطّلب»، غير المبرّر والمولِّد للأوهام، أن تتوقّف هذه الحكومة، حكومة الرأسماليّين، عن أن تكون حكومةً إمبرياليّة.

٤

الاعتراف بحقيقة أنّ حزبنا هو في الأقلّيّة في معظم مجالس (سوفييتات) مندوبي العمّال، وأنّه لا يزال أقلّيّةً ضئيلةً في مواجهة جبهة العناصر البرجوازيّة الصغيرة الانتهازيّة، من الاشتراكيّين الشعبيّين والاشتراكيّين الثوريّين وصولاً إلى «اللجنة التنظيميّة» (جماعة شخيدزه وتسيريتللي وسواهما) وستيكلوف، وغيرهم ممّن ينصاع لنفوذ البرجوازيّة وينشر نفوذها في أوساط البروليتاريا.

يجب أن نوَعّي الجماهير على أنّ مجالس مندوبي العمّال هي الشكل الوحيد الممكن لحكومة ثوريّةٍ، وأنّ مهمّتنا بالتّالي، مادامتْ هذه الحكومة تنصاع لنفوذ البرجوازيّة، أن نقدّم شرحاً صبوراً ومنتظماً ومواظباً لأخطاء تكتيكاتها، شرحاً متكيّفاً بنحوٍ خاصٍّ مع الحاجات العمليّة للجماهير.

مادمنا نحن في الأقلّيّة، سوف نجهد لممارسة النقد وفضح الأخطاء ولنبشّر، في الوقت ذاته، بضرورة نقلِ سلطة الدولة كاملةً إلى مجالس مندوبي العمّال، بحيث يتجاوز النّاس أخطاءهم بواسطة الممارسة.

٥

ضدّ الجمهوريّة البرلمانيّة:

إن العودة إلى جمهوريّةٍ برلمانيّةٍ بعد قيام مجالس مندوبي العمّال سوف تشكّل ردّةً رجعيّة - والأحرى أنّها جمهوريّة من مجالس مندوبي العمّال والعمّال الزراعيّين والفلّاحين على امتداد البلاد، تُبنى من أسفل إلى أعلى.

إلغاء الشرطة وحلّ جهاز الدولة البيرقراطيّ١.

أجور جميع الموظفين، وجميعهم يجب أن يكونوا منتخَبين وقابلين للعزل في أيّ وقت، يجب ألّا تتجاوز متوسّط أجر عاملٍ ماهر.

٦

يجب نقل مركز الثّقل في البرنامج الزراعيّ إلى مجالس مندوبي العمّال الزراعيّين.

مصادرة جميع ملكيّات الأرض.

تأميم جميع أراضي البلد، ووضع الأرض بتصرّف المجالس المحلّيّة لمندوبي العمّال الزراعيّين والفلّاحين.

إنشاء تنظيمٍ خاصٍّ لمجالس مندوبي فقراء الفلّاحين. تأسيس مزرعةٍ نموذجيّةٍ على كلٍّ من ملكيّات الأرض الكبيرة (تتراوح مساحتها بين ١٠٠ و٣٠٠ ديسياتين تبعاً للظّروف المحلّيّة وغيرها، ولمقرّرات الهيئات المحلّيّة) تحت سيطرة مجالس مندوبي العمّال الزراعيّين وفي ظلّ المساءلة العامّة.

٧

الدمج الفوريّ لكلّ مصارف البلد في مصرفٍ وطنيٍّ واحد، وإخضاعه لرقابة مجلس مندوبي العمّال.

٨

ليس «إدخال» الاشتراكيّة من مهمّاتنا الفوريّة. يجب الاقتصار على وضع الإنتاج الاجتماعيّ وتوزيع الموادّ فوراً تحت إشراف مجالس مندوبي العمّال.

٩

مهمّات حزبيّة:

الدعوة الفوريّة إلى مؤتمرٍ للحزب.

تعديل برنامج الحزب بخصوص:

قضيّة الإمبرياليّة والحرب الإمبرياليّة.

موقفنا تجاه الدولة ومطالبتنا بقيام «دولة المشاع»٢.

تعديل اسم الحزب٣.

١٠

تأسيس أمميّة جديدة

يجب أن نأخذ المبادرة لتأسيس أمميّة ثوريّة، أمميّة ضدّ الاشتراكيّين الشوفينيّين وضدّ «الوسَط» (...).

(تلاها لينين في اجتماعَين لـ«مؤتمر عموم روسيا لمجالس مندوبي العمّال والجنود»، في ٤ نيسان / أبريل ١٩١٧).

bid1819-p44-45.jpg


احتفالات الأول من أيار ١٩١٧ في بتروغراد

  • ١. أي تسريح الجيش النظامي واستبداله بجيش الشعب كلّه
  • ٢. أي دولة مشيّدة على نموذج «كوميونة باريس» [١٨٧١]
  • ٣. بديلاً من «الاشتراكية الديمقراطية»، التي خان قادتها الرسميون الاشتراكية عبر العالم، وانتقلوا الى صفوف البرجوازية («دعاة النزعة الدفاعية» وأنصار كاوتسكي «المتذبذبين») يجب ان نتسمّى «الحزب الشيوعي»
العددان ١٨-١٩ خريف ٢٠١٧ / شتاء ٢٠١٨
إلى المرحلة الثانية من الثورة!

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.