العدد السادس - صيف ٢٠١٣

شيركو بيكه سي

عندما يتدفق الشِعر كالينبوع

النسخة الورقية

في مطلع آب/أغسطس المنصرم، توفي في ستوكهولم كبير شعراء كردستان شيركو بيكه سي بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. عاش شيركو القسم الاكبر من حياته مترحلا: في جبال كردستان مع ابيه الشاعر المقاوم والمطارد، حيث نشأت حساسيته المرهفة للطبيعة والارض، ثم متنقلا بين المنافي عندما انضم هو نفسه الى المقاومة الكوردية. عاد الى السليمانية العام ١٩٩١ وانتخب نائبا في اول برلمان لاقليم كردستان وعيّن بعده وزيرا للثقافة. باكرا، دعا شيركو الى تحرير اللغة الكوردية من القوالب الجامدة والتفخيم والتزيين والتكلّف، على ان داعية الحداثة في الشعر هذا ظل شعره موسوما بشطحات لامعة من الرعوية والرومنطيقية المطبوعة بنزعة انسانية شغوفة. من شعره الملتزم قصيدة شهيرة من وحي مجزرة حلبجا التي قصفها جيش صدام حسين بالسلاح الكيماوي في العام ١٩٨٨ بعنوان «رسالة الى الربّ». لشيركو بيكه س اكثر من عشرين ديوان شعر. ترجم شعره الى اكثر من عشر لغات، بما فيها العربية. وكان شيركو يشرف شخصيا على ترجمة قصائده الى العربية. وله، الى الشعر، مسرحيات وسيرة ذاتية بعنوان «ثقل الرماد» صدرت العام ١٩٩١. دفن شيركو حسب وصيته في «باركي آزادي»/ «حديقة الحرية» في السليمانية. مساهمة في استحضار غيابخ، ننشر في ما يلي قصائد من مجموعته «نَغْمة حَجَرّية» (الاهالي، دمشق ١٩٩٩).

 ضابط عادي 
عندما منحوه كوكبة أخرى 
كان قد قتل كوكبا 
وعندما صارت كوكبتين 
صارت يداه حبالَ مشانق 
وعندما صارت ثلاثة كواكب 
ثم تاجا وما فوق 
إستيقظ التاريخ 
ذات صباح 
فوجد البلاد 
مملكة أرامل! 

 

صورة 
رسمتُ طائرا 
وجعلت من «كلمة» رأسا له 
وجعلت من «نبلة القلم» منقاره 
ومن «حفنة تراب» جسده 
ومن «وتر» رقبته 
ومن «حبّة زيتون» قلبه 
ومن «العُشب» ذيله 
ولكنه لم يطِر 
حتى جعلتُ من فرشاة ڤان غوخ 
جناحا له 

 

محبّة دائمة 
اكتب بورقة عشب 
وأقرأ غابة 
أرى قطرة مطر 
وأسمع زمجرة بحر 
على كفّي حبة قمح 
وفي روحي بيادر 
أحمل شَعرة من ضفيرة حبيبتي 
وجنبين محبة 
انا عندي الآن 
بيت واحد من شِعر «نالي» 
ومعي كردستان كلها 

 

قصائد كردية 
٢.

تعب النهرُ من الركض 
وراء البحر 
وتعبتْ الكلمةُ من الجري 
وراء القصيدة 
لكن ألمي لم يتعب مطلقا 
من حِمل الزلازل 
 

٤.
الرماد في أصله كرديّ 
لماذا؟ 
اللّه وحده يعرف الجواب. 
 

٨.
عندما وقعتُ في حُب الينبوع 
بدأتْ قصائدي 
تتدفق 
 

٩.
الكهف فمُ الجبل 
فمٌ للصرخة فقط 

العدد السادس - صيف ٢٠١٣
عندما يتدفق الشِعر كالينبوع

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.