العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣

«روزا الحمراء»:

الحرية دائماً حرية الرأي المخالِف

النسخة الورقية

ننشر في ما يلي مقتطفات من كرّاس كتبته روزا لوكسمبرغ العام ١٩١٨ وهي في السجن بعنوان «الثورة الروسية». وكانت المفكرة والمناضلة اليسارية ذات الاصل البولوني قد انشقت عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني العام ١٩١٥ موافقته على الحرب وأسست عصبة سبارتاكوس مع كارل ليبنخت وآخرين. إعتقلت روزا بسبب نشاطها المعادي للحرب وتحريضها الجنود الالمان على توجيه اسلحتهم الى صدور ضباطهم ورفض القتال.

بعد اشهر من خروجها من السجن، سوف تقود روزا، في الاول من يناير ١٩١٩، انتفاضة عمالية في برلين ضد حكومة يرأسها الاشتراكي الديمقراطي فريدريش إبرت. في ١٣ يناير إعتقل معظم قادة الانتفاضة وإغتيلت روزا لكوسمبرغ وكارل ليبنخت وهما في عهدة الشرطة ورميت جثتاهما في قناة للمياه في برلين.

من اهم مؤلفات روزا لكسمبرغ «تراكم رأس المال» وتشكل اراءها في الثورة الروسية اول نقد من داخل الحركة الشيوعية الاوروبية للتجربة البلشفية خصوصا فيما يتعلّق بموضوع الديمقراطية.

الديمقراطية الجديدة

«ليست الديمقراطية شيئا يبدأ فقط في ارض الميعاد بعد ارساء دعائم الاشتراكية. ولا هي ستأتي كهدية عيد الميلاد لأناس افاضل يكونون خلالذاك قد أدّوا فروض الولاء لقبضة من الدكتاتوريين الاشتراكيين.

ان الاشتراكية الديمقراطية تبدأ في الآن ذاته مع بداية تدمير السلطة الطبقية وبناء الاشتراكية».

الحرية

«الحرية فقط لأنصار الحكومة، لاعضاء الحزب - مهما كثر عددهم - ليست بالحرية على الاطلاق. ان الحرية هي دائما وحصراً هي حرية الذي يخالف في الرأي».

الرد على تروتسكي

(الذي اعلن «نحن الماركسيين لم نكن مرة عبدة أصنام الديمقراطية الشكلية. »)

«كل هذا يعني اننا ميّزنا دوما النواة الاجتماعية عن الشكل السياسي للديمقراطية البرجوازية؛ وقد كشفنا دوما نواة اللامساواة الاجتماعية الصلبة وغياب الحرية المخبأين تحت القشرة العذبة للحرية الشكلية والمساواة الشكلية - ليس من اجل رفض الحرية والمساواة الشكليتين وانما من اجل حفز الطبقة العاملة على ان لا تكتفي بالقشرة، وان تستولي بالاحرى على السلطة السياسية لتنشيء ديمقراطية اشتراكية - لا لتقضي على الديمقراطية كلها بالجملة ».

عن طاقة الجماهير

(تعليقا على قرار السلطة البلشفية حل «الجمعية التأسيسية»)

«العلاج الذي عثر عليه لينين وتروتسكي - الغاء الديمقراطية بذاتها - أسوأ من المرض نفسه الذي يفترض ان تشفي منه لأنه [العلاج] يعطل المورد الحي الذي منه وحده يمكن ان يأتي تصحيح كل النواقص المتأصلة في المؤسسات الاشتراكية. وهذا المورد هو الحياة السياسية الزاخمة الحية اللاهوادة فيها لاوسع جماهير الشعب».

«الرقابة الشعبية ضرورية ولا غنى عنها. وإلا فإن تبادل التجارب سوف يبقى محصورا ضمن حلقة مغلقة من موظفي النظام الجديد. إذذاك، يصبح الفساد حتميا»

«بدون انتخابات عامة، بدون حرية غير مقيّدة للصحافة والاجتماع، بدون صراع حرّ بين الاراء، تذوي الحياة في كل مؤسسة عامة وتصير مجرد شَبَهٍ لحياة تكون البيرقراطية وحدها العنصر الناشط فيها. تدريجيا تقع الحياة العامة في سبات فيما قلة من القادة الحزبيين ذوي حيوية لا تنضب وخبرات لا تحدّ هم الذين يوجّهون ويحكمون. وبينهم في الحقيقة دزينة فقط من الادمغة الاستثنائية تتولى القيادة، وتستدعي لجنة ً من الطبقة العاملة بين الحين والآخر لاجتماع يتوجب عليهم فيه التصفيق للقادة والموافقة بالإجماع على مشاريع القرارات».

العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣
الحرية دائماً حرية الرأي المخالِف

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.